تمهيد
شهد عام 2022، تصاعد طلبات لجوء مواطنين عرب لدى دول الاتحاد الأوروبي الـ27، بعد تراجعها في عام 2020 الذي شهد ذروة انتشار وباء كورونا، وما نجم عنه من إغلاقات للحدود والمطارات، ما صعّب من تحركات المسافرين، ومنهم الباحثون عن اللجوء.
وتأثرت عدة بلدان عربية بأزمات سياسية واقتصادية وأمنية، لعبت الدور الأبرز في عودة مؤشر طلبات اللجوء لدى دول الاتحاد الأوروبي إلى الصعود، وفق أحدث البيانات التي أصدرتها “وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء”.
وجاء ترتيب الدول العربية من الأكثر فالأقل على النحو التالي..
1- سوريا
2- العراق
3- المغرب
4- تونس
5- الصومال
6- مصر
7- الجزائر
8- فلسطين
9- السودان
10- اليمن
للقارة الأوروبية تاريخ طويل في مجال توفير ملاذٍ آمن للاجئين، وقد اعتُمدت اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئ استجابة للاحتياجات الطارئة للاجئين، الذين اضطروا للفرار نتيجة الحرب العالمية الثانية، ومنذ ذلك الحين استقبلت أوروبا الأشخاص الساعين لطلب اللجوء، بعد اضطرارهم للفرار من الصراعات والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان.
كيف أتقدم بطل اللجوء وأين؟
كم تستغرق إجراءات اللجوء؟
ما هي حقوقي أثناء النظر في طلبي؟
هل ستوافق السلطات في أوروبا على الطلب أم لا؟
ما هي المبالغ المالية التي أحصل عليها أثناء فترة النظر في الطلب؟
نجيب على هذه الأسئلة…
– كيف يتم توضيح وضعي القانوني رسميًا؟
حصول الشخص على الإقامة الدائمة أو المؤقتة في أوروبا أمر مرتبط بنتيجة طلب اللجوء، في البداية يجب أن يسجل الشخص نفسه كطالب لجوء لدى أحد المراكز المخصصة لذلك ثم يتقدم بطلب لجوء، هذا الطلب يقدم حصرًا إلى فرع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، بعد السفر إلى أوروبا بأي نوع تأشيرة وتقديم الطلب، إما عند وصولك المطار أو داخل الدولة، ثم يتم إجراء مقابلة شفهية مع طالب اللجوء يوضح من خلالها أسباب فراره من بلده، ولماذا لا يرغب أو لا يستطيع العودة إليه، ليتم توثيق ما ذكره من أسباب كتابيا، ومن لا يتحدث لغة البلد التي يقدم إليها طلب لجوء، يتم إحضار مترجم خاص له.
– كم تستغرق إجراءات اللجوء؟
السوريون والعراقيون والإريتريون الفارون باتجاه أوروبا يتمتعون حاليا بوضع خاص، إذ تندرج طلباتهم تحت نطاق طلبات اللجوء المستعجلة، وكل ما عليهم فعله هو ملء استمارة خاصة بذلك، عادة ما تستغرق مدة دراسة الطلب بين شهرين وثمانية أشهر، أما طلبات اللجوء العادية (الأفغان مثلًا) فتستغرق أحيانا سنتين أو أكثر.
كل طلب ينظر فيه موظف معين، لذلك قد يحدث أحيانًا أن يتقدم أشخاص من عائلة واحدة بطلبات لجوء في نفس الوقت، ولكن سرعة الفصل فيها تختلف من طلب لآخر، هناك طرق محدودة للمطالبة بتسريع إجراءات اللجوء: مثلا القصر، وهنا يمكن مخاطبة الموظفين كي يدرسوا الطلب بشكل أسرع، أو أن يتقدم الشخص بشكوى تقاعس وتأخير، لكن الشكوى تتطلب توكيل محامي، وهذا أمر يكلف الكثير من المال.
– ما هو وضعي الآن؟
من يستطيع أن يثبت بأنه مضطهد في وطنه لسبب سياسي أو ديني أو عرقي، أو أن هناك خطرًا عليه بسبب الحرب، فإن فرصته جيدة ليبقى في أوروبا لفترة محدودة على الأقل، أما نوع اللجوء الذي يحصل عليه، فهذا أمر مرتبط بالطريق التي سلكها للوصول إلى أوروبا، فمن دخل أوروبا مباشرة دون أن يمر قبلها بأي بلد من بلدان الاتحاد الأوروبي، كأن يسافر بالطائرة أو بالسفينة، بإمكانه الحصول على صفة “لاجئ سياسي”. ومن يأتي عبر اليونان مثلا ثم يصل ألمانيا، فيحصل على صفة “لاجئ لأسباب إنسانية”.
ولكن في كثير من الأحيان يتم إعادة الشخص إلى أول بلد أوروبي دخله، وهذا ما تنص عليه اتفاقية دبلن، إضافة لذلك يسمح بعدم ترحيل من له موانع تحول دون ذلك، مثل من يعاني من مرض صعب كالسكري ولا يوجد في بلده علاج مناسب، وهناك احتمال أن يموت في حال إعادته إلى هناك، عندها قد يحصل على حق اللجوء، وفي حال شفائه من المرض، يسقط مانع الترحيب ويتم ترحيله إلى بلده.
– ما هي حقوقي؟
من يحصل على وضع لاجئ، يسمح له بالبقاء ثلاث سنوات في أوروبا، وبعد مرور السنوات الثلاث تمنح له الإقامة الدائمة، ومن صدر قرار بترحيله ولكن له ما يمنع ترحيله، يمنح إقامة لسنة واحدة يتم تجديدها، وتمنح الإقامة الدائمة له بعد سبع سنوات.
– من يتم رفض طلبه للجوء؟
من يأتي مما يسمى بأحد البلدان الآمنة، ففرصته ضعيفة في الحصول على إذن بالإقامة في ألمانيا، بالإضافة لأن قائمة تلك البلدان تُحدّث باستمرار، ومن ضمنها دول غرب البلقان، فبعد صربيا ومقدونيا والبوسنة والهرسك، تم ضم منذ الأول من نوفمبر 2015 كوسوفو وألبانيا والجبل الأسود، أيضا من يطلب اللجوء لأسباب اقتصادية، يتم عادة رفض طلبه.
– ماذا يحدث في حال رفض طلبي؟
هناك إمكانيتان: إما الامتثال للقرار ومغادرة البلاد خلال المهلة المحددة، أو الطعن في القرار، من يأتي من بلد آمن وتم رفض طلبه دون تعليل، أمامه أسبوع لتقديم الطعن أمام المحكمة الإدارية المختصة، في باقى الحالات تصل المهلة إلى أسبوعين، ويجب أن يذكر مقدم الطعن كتابيا، لماذا يرغب بالبقاء في ألمانيا.
إذا تم رد الاستئناف وأعطت المحكمة الحق للمجلس الاتحادي للهجرة واللاجئين، فيجب على الشخص المغادرة.
أما من يرفض المغادرة ويتم إجباره عليها، فإنه يعاقب بمنع دخوله كل دول الاتحاد الأوروبي لا حقًا.
– ما الذي أحصل عليه عند قبول لجوئي؟
غالبا يعيش طالبو اللجوء في مراكز لإيواء اللاجئين خلال الأشهر الثلاثة الأولى، ومن يطلب اللجوء مما يعرف بـ”الدول الآمنة”، يجب عليه البقاء حتى الإنتهاء من البت في طلب لجوءه في مركز إيواء اللاجئين، وهو في الغالب عبارة عن مبنى كبير مسيج تحرسه الشرطة، وفيه طبيب ومطعم وقاعات كبيرة ينام فيها كثير من الناس. ويحصل الشخص هناك على ثلاث وجبات في اليوم، كما يتم تزويده بالملابس ومواد التنظيف والعناية الشخصية، بعدها يتم فرز طالبي اللجوء إلى المدن والبلدات المختلفة، ولا يمكن هنا للشخص اختيار المدينة بنفسه، ويحصل في كثير من الأحيان على شقة خاصة به تدفع إيجارها البلدية، وأحيانا يتشارك مع آخرين في قاعة كبيرة للنوم، ويتلقى أيضا مبلغا من المال شهريا للشخص الأعزب، لدفع ثمن الطعام واللباس، أما الأطفال فيختلف المبلغ المخصص لهم بحسب العمر، والإيجار تدفعه الدولة كما ذكرنا سابقا.