كثيرًا ما يسأل كل مهتم بالسفر، عن الطريقة المثلى التي تمكنه من اجتياز مقابلة السفارات، والكثير يخاف جدًا من الإقبال على هذه الخطوة، بل ربما ألغى خططة المستقبلية في السفر للبلاد المختلفة، بسبب خوفه من مجهول لم يجرؤ على تجريبه يومًا،، سنتعرف في هذه المقالة عن أنواع المقابلات وكيفية اجتياز كل نوع، بالإضافة لأننا سنقسم المقابلة إلى ثلاثة أقسام رئيسة، قبل وبعد وأثناء المقابلة، حتى يتمكن الجميع من تجاوز هذه العقبة، أو هكذا يسميها البعض.
أنواع المقابلات في السفارة
في البداية لابد من التعرف على أنواع المقابلات التي تعتمدها كل سفارة على اختلاف البلدان، حيث تعتمد سفارات وقنصليات كل دولة نظامًا معينًا للمقابلات مع الراغبين في الحصول على الفيزا، وغالبًا ما يكون هذا النظام أو كما يسمونه “السستم”، متبع في كل المقار القنصلية التابعة لتلك الدولة، مع تغييرات طفيفة لا تكاد تذكر بين كل دولة وأخرى، فما هى إذن أنواع المقابلات.
أ- مقابلة الهاتف: وهى مقابلة تعتمدها بعض دول الاتحاد الأوروبي أو “الشنجن”، بغرض التأكد من هدف مقدم الطلب، ونادرًا ما تستخدم السفارات الأوروبية هذا النوع، إلا في حالات الشك في الأوراق المقدمة والغرض من السفر، وساعتها تجد رقم السفارة يتصل بك ويطلب منك الموظف القنصلي أو يخيرك بالحضور لمقابلة قصيرة أو النقاش لفترة وجيزة عبر الهاتف في بعض النقاط الخاصة بطلبك، ويجب عليك ساعتها أن لا تقلق، لأنه غالبًا تكون السفارة قد قررت منحك التأشيرة، إلا أن بعض المعلومات في أوراقك المقدمة غير واضحة بالنسبة لهم، لذا عليك أن تكون منضبط في الثبات الإنفعالي وأن لا يبدوا عليك أى توتر، لأن أي ارتباك من ناحيتك سيجعلك ترد بطريقة تبدوا غريبة، وبالتالي سيشعر الموظف بشكل أو بآخر أنك ربما تضلله، لذلك عليك أن تتجاوب معه بكل سلاسة وترحاب، وتأكد أن ذلك الإتصال ما هو إلا إجراء روتيني فقط لمنحك التأشيرة، فضلًا عن أن مدة المكالمة لن تزيد عن بضع دقائق.
ب- مقابلة سفارات الشنجن وبعض الدول الأخرى: وذلك النوع يتم بطريقة أوسع من بعض السفارات التي تعتمد المقابلة، بغض النظر عن نوع التأشيرة التي يتقدم بها العميل، فسواءًا تقدمت بطلب للحصول على فيزا سياحية أو مؤتمر أو عائلي أو للعمل أو للدراسة أو غيره، ستقوم السفارة بعمل مقابلة معك، وغالبًا ما تتبع سفارات الدول الصغيرة في الاتحاد الأوروبي تلك المقابلات، أو عدد من الدول الآسيوية أو دول قارة أمريكا الجنوبية، لضمان أن لا يمر إلى دولهم أي شخص ينوي التقدم بطلب للجوء، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى ضعف اقتصاد هذه الدولة، أو سياسة الحكومة في تجفيف منابع الهجرة إليها، بسبب عدم استطاعتها تغيير قوانيين اللجوء التي تنص عليها وثيقة دول الشنجن، ويجب على كل الدول أن تلتزم بها، هذا بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي، أما الدول الأخرى فيكون مستوى اقتصادها وعدد سكانها لا يسمح بكثرة مهاجرين لديها.
ج- مقابلة سفارة أمريكا: بالنسبة لمقابلة سفارة الولايات المتحدة الأمريكية فهى أنواع متعددة، لكننا في ذلك المقال سنتحدث عن نوع واحد وهو فيزا السياحة، وسنتحدث عنهما بالتفصيل عند الحديث عن جزئية ماذا نفعل أثناء المقابلة.
د- مقابلة كندا: أحيانًا تقوم سفارة كندا بالرغبة في عمل مقابلات مع العملاء فتتصل بهم وتطلب مهم الحضور إلى مقر السفارة أو القنصلية لعمل المقابلة، وهذا لا يعني أن يتم منح الشخص الفيزا لمجرد إجرائه مقابلة مثل باقي السفارات، فالأمر يختلف بالنسبة لكندا بعض الشيئ، فضلًا عن أن فترة معالجة طلبات العملاء بالنسبة لكندا قد تطول لشهور.
كيف نجتاز المقابلة بسهولة
كما ذكرنا في البداية سنقسم المقابلة لثلاثة أقسام رئيسة، قبل وأثناء وبعد المقابلة.
في الحقيقة لا يمكن أن نقول إن إجراء المقابلة يقتصر على فحوى المقابلة نفسها، لأن ما يتم في المقابلات القنصلية لابد أن يُعد له بشكل جيد، حتى تتمكن من اجتيازها بنجاح، ونحن هنا سنوضح لك مجموعة من الأمور التي ستساعدك كثيرًا على اجتياز المقابلة بمهارة ويسر، بناءًا على خبراتنا التي اكتسبناها في إجراء المقابلات المختلفة بشكل شخصي في السفارات الأوروبية والأمريكية وغيرها.
أولا قبل المقابلة:
المقابلة القنصلية كأي شيئ في حياتنا، إن أعددت له بشكل جيد، فستتمكن بسهولة من اجتيازه بمهاره، أما إن اعتمدت على الصدف فتأكد من أن ذلك لن يكون الخيار الأمثل، حتى وإن تمكنت من الحصول على التأشيرة، لذلك هناك بعض الأمور التي يجب أن تراعيها بعناية قبل ذهابك لموعد المقابلة
1- كون قناعة عامة من أن هدف المقابلة بالنسبة للموظف القنصلي هو التأكد من أنك ستعود مرة أخرى ولن “تكسر” الفيزا وتظل هناك، وبالتالي هو يريد منك أن تساعده على إزالة الشكوك الخاصة بهذا الأمر، ومن الأمور التي تعين على ذلك أن تذاكر جيدًا الأوراق التي ستقدمها للسفارة، من الهدف من السفر ومواعيده والخطة والفندق والمعلومات بشكل عام الموجوده في أوراقك المقدمة، لأن هناك الكثيرين الذين لا يعيرون ذلك أهمية وعندما يُسألون عن شيئ أثناء المقابلة يردون بردود تبدوا متضاربة، ما يعطي انطباعا للموظف القنصلي أنك تكذب أو غير جاد في أمر السفر، لأنك لو كنت جادًا لأطلعت بكل سهولة على أوراقك قبل أن تُقدمها للسفارة، ومن المهم ذكر هنا أنه ربما يُساعدك مكتب أو شخص آخر في إعداد الأوراق وهذا أيضًا لا يعفيك نهائيًا من مذاكرة أوراقك جيدًا، لأنها ستكون في حوزتك في النهاية وأنت من سيقدمها للسفارة، وأنت أيضًا وحدك الذي ستُسأل فيها.
2- لا تتوتر كثيرًا قبل موعد المقابلة لأن هذا سيضغط على أعصابك ويجعلك متوتر طوال الوقت، جهز نفسك جيدًا واترك الباقي على الله.
3- يمكن أن تأتيك المقابلة في وقت لا تتوقعه، كمقابلة الهاتف التي تُجريها بعض القنصليات والسفارات للتأكد من جدية مقدم الطلب، وعليه تجد اتصال من السفارة ذات الصلة وطلبها منك أن تُجري مقابلة معك في الهاتف، وساعتها أيضًا لا تتوتر وأجب على الأسئلة باقتضاب ولا تسهب أو تسترسل حتى لا تُخطأ، وغالبا ما تكون مدة هذه المقابلات دقائق معدوده كما ذكرنا في أعلى المقال.
4- جهز أوراقك جيدًا وراجعها أكثر من مره وضعها وجواز سفرك ورسوم الفيزا في مكان واحد في ليلة المقابلة، لأن هناك الكثيرين الذين ينسون بعض الأوراق المهمة كجواز السفر مثلًا أو رسوم الفيزا، وللعلم هذا أمر متكرر بشكل ملحوظ.
5- قبل المقابلة بيوم جهز موقع السفارة، وإن استطعت أن تقوم بزيارة استكشافية للقنصلية أو السفارة أفعل، لأن ذلك يجعلك غير متوتر في يوم المقابلة خوفًا من ضياع الموعد بسبب “التوهان” مثلًا أو ما شابه.
6- إذا كانت مقابلتك في أوقات الذروة فحاول أن تذهب قبلها بوقت كافي حتى لا تعلق في ساعة الزحام، وبشكل عام اذهب مبكرًا، قبل موعدك بساعة أو نصف ساعة على الأقل.
7- بالنسبة للملابس يوم المقابلة، لا تطلب السفارات منك أن تذهب إليها بأفخم الماركات، بل ربما يُفهم ذلك خطئًا بأنك تُريد أن تضللهم وتعكس ملابسك أن رجلًا غنيًا وستسافر للسياحة وستعود، فاحذر من هذا لأن المطلوب أن تذهب بهندام جيد فقط، بمعنى أنك إن كنت موظف فعليك أن ترتدي ملابس مناسبة ومهندمة ونظيفة وغير باهظة الثمن، فالملابس الغالية يرتديها الأغنياء من طبقة رجال الأعمال الذين سيذهبوا إلى السفارة ببدلة مثلًا، كما يذهبون بشكل طبيعي إلى أعمالهم وشركاتهم.
ثانيًا أثناء المقابلة:
قبل الحديث عن الأمور التي تتم أثناء المقابلة وما يقوم الموظف القنصلي بسؤالك عنه، لابد من معرفة أن الموظف الذي سيقوم بعمل مقابلة معك مدّرب تدريبًا دقيقًا على التعامل مع لغة الجسد، وعليه فأي حركة غير محسوبة ربما تعكس توترًا تقوم بها، سيلتقطها وسيكّوّن قناعة بناءًا على ذلك، لذلك هناك بعض الأمور التي يجب أن تراعيها أثناء إجراء المقابلة.
1- لا تتوتر نهائيًا وجاوب إجابات صارمة وقطعية ومختصرة، ولا تسمح لعقلك بالسرحان أو الاسترسال، فالموظف القنصلي لديه دقائق معينة لكي يقرر فيها منحك التأشيرة من عدمه، ولديه أيضًا مجموعة من الاستفسارات التي يريد منك أن تقدمها له بشكل واضح، وأعلم أن كل الأسئلة التي سيسألك عنها ستكون من أوراقك المقدمة التي ستكون بين يديه، نحو ما هدفك من السفر، ما اسمك، لماذا اخترت دولتنا لتسافر إليها، أين ستقيم هناك، كم المدة التي ستمكثها هناك، من دفع لك تكاليف التأشيرة، أين تعمل وما طبيعة عملك وما مقدار راتبك، وأسئلة من هذا النوع، وليس شرطًا أن يسألك كل هذه الأسئلة، لكن يمكن أن يسألك هذه الأسئلة وغيرها.
2- بما أنك ذاكرة جيدًا أوراقك، فمن المفترض أن تجاوب بكل سلاسة ويسر، واحرص وأنت تجاوب على هدوء أعصابك وابتسامتك الخفيفة، لأن كل ذلك يكّوّن انطباعات عند الموظف القنصلي.
3- إن فاجئك الموظف بأي سؤال غير متوقع فلا تتوتر وأجب بالحقيقة، وحال عدم توفر إجابة لديك على هذا السؤال، فبكل بساطة قل له لا أعرف، لأن هذا السؤال سيكون غالبًا خارج سياق المقابلة، وبالتالي ومن الطبيعي أن لا تكون ملمًا بكل شيئ، فهذه طبيعة البشر.
4- لطريقة الجلوس أهمية بالغة أثناء المقابلة وتعكس بشكل صريح وواضح مدى توتر الجالس أو لا، وعليه يمكنك الجلوس بشكل طبيعي جدًا من إسناد ظهرك للوراء مع بسط يديك واستعمالهما قليلًا في الشرح، مع تثبت قدميك بجوار بعضهما البعض وعدم تشبيكهما ببعضهما البعض، مع التركيز على وجه الموظف القنصلي وعينيه، لأنك ستقرأ فيهما مدى استحسان إجابات أم لا.
5- في نهاية المقابلة غادر بهدوء سواء أكانت النتيجة إيجابية في وقتها بمنحك التأشيرة أو أخبرك الموظف بانتظار النتيجة بعد أيام، أو حتى بسلبية المقابلة لا قدر الله.
ثالثًا وأخيرًا بعد المقابلة:
بصورة عامة في حال تم قبولك جهز نفسك للسفر، أما إن كانت النتيجة معلّقة فعليك أن لا تتوتر وتفكر كثيرًا في النتيجة، عش حياتك بشكل طبيعي لأن توترك وتفكيرك كثيرًا لن يغير في القرار شيئًا، وإن جاءت النتيجة سلبية لا قدر الله، لا تغضب وتتذكر ما كان يجب عليك فعله أو أي أفكار هدّامه، وأعلم أن المقابلة ليست نهاية الكون، وأن الذهاب لدولة أوروبية أو أمريكية ليس دخولًا للجنة، فحاول مرة أخرى لأن الحياة كلها عبارة عن محاولات صائبة وأخرى غير موفقة، فالله أمرنا بالعمل ولم يطالبنا بالنتائج.