تدوينات

أمريكا.. أرض الفرص

تمهيد

من المعلوم للجميع أن أمريكا ورغم كل التحديات الراهنة، لازالت أرض الفرص التي ينظر إليها الملايين إن لم يكن المليارات حول العالم، لما تتمتع به من اقتصاد قوي وأراضِ شاسعة وتنوع عرقي يغلق كل المجالات على أي عنصرية أو تنمر مستقبلي لك ولأسرتك. 

غالبية المواطنين العرب الذين يريدون الهجرة إلى أمريكا عادة ما يتساءلون عن المكان الذي يستقرون فيه، هل به عمل؟ كيف هي المعيشة فيه؟ كيف هي حالة المواصلات والسكن؟

كأول نصيحة يمكن أن نقدمها لك عزيزي المهاجر الجديد في أمريكا، بخصوص المكان الذي تريد الاستقرار به في أمريكا هو أن تختار الولاية أو المدينة التي يعيش فيها بعض معارفك من أصدقاء أو أفراد العائلة حتى يقدموا لك المساعدة في البحث عن عمل والاندماج بسرعة في مجتمع العم “سام”.

كما سيقدمون لك المساعدة من أجل الحصول على الوثائق الضرورية التي ستحتاجها بإعتبارك مهاجر جدد في أمريكا، من خلال هذا المقال سأقدم لك أهم المعايير التي يجب عليك أيها المهاجر العربي الاعتماد عليها من أجل اختيار الولاية المناسبة لك للعيش والاستقرار والسعي وراء الحلم الأمريكي.

معيار العمل

مما لاشك فيه أن العمل هو المحرك الأساسي في اختيار الولاية، لأن هدف المهاجر هو إيجاد عمل قار مع راتب جيد من أجل العيش بكرامة في بلاد المهجر، لذلك ينتقل الشخص إلى الولاية التي بها فرص شغل كبيرة حتى ولو كانت تبعد بآلاف الأميال فالهدف الوحيد هو إيجاد عمل يناسب طموحاته.

حيث يمكن للمهاجر الجديد أن يتوجه إلى الولاية التي يوجد فيها العديد من فرص الشغل وأجرة الساعة تكون أكثر بعض الشيء، ولكن الأفضل هو أن يتوجه إلى الولاية التي يمكنه من خلالها إيجاد عمل في المهنة التي كان يمتهنها في بلده حيث ستكون أفضل ولاية للعيش في أمريكا بالنسبة إليه.

معيار المناخ

المناخ يلعب دور أساسي وكبير في اختيار الولاية، باعتباره في الولايات المتحدة الأمريكية يختلف من ولاية إلى أخرى حيث يمكن إيجاد تساقط الشتاء بولاية أخرى وجود شمس حارقة.

إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها مساحة تفوق 9 ملايين كيلومتر مربع ويختلف المناخ من مناطق الشمال إلى مناطق الجنوب، حيث يكون الثلج كثير في المناطق الشمالية كـ نيويورك مثلا حيث تبلغ درجة الحرارة بها في فصل الشتاء إلى 20 تحت الصفر.

وفي هذا الصدد أنصحك عزيزي المهاجر العربي الجديد بحسن التعامل مع المناطق الباردة جدا لأنك لست معتادا على هذا النوع من الطقس، كما هو معروف وشائع مواطنو الدول العربية معتادون على مناخ معتدل أو حار مما يجعل تأقلمها في المناطق الباردة يكون صعبا.

إلا أن التجهيزات بالولايات المتحدة الأمريكية تساعد في تقبل هذا البرد، إذ أن كل منزل به جهاز للتدفئة خاص بفصل الشتاء، و كأفضل ولاية في أمريكا من ناحية الجو أنصحك بالعيش في ولاية “تكساس” أو “أريزونا” أو “ساكرامنتو” التابعة لـ “سان فرانسيسكو”.

معيار أسعار السكن

يختلف ثمن الإيجار بالولايات المتحدة الأمريكية من ولاية إلى أخرى، حيث تجد في ولاية ما ثمن الإيجار يصل إلى 500 دولار شهريا وفي ولاية أخرى يصل الإيجار بـ 1000 دولار كمتوسط.

ويجب على المهاجر اختيار ولاية أمريكية التي يكون فيها السكن رخيصا بعض الشيء مقارنة بالولايات الأخرى كما هو الحال في ولاية كاليفورنيا وولايات الساحل الشرقي ك أرخص ولايات أمريكا للعيش.

معيار المواصلات

من بين الأمور التي تجعل المهاجر الجديد في أمريكا يختار الولاية هي المواصلات، حيث نجد أن قطاع النقل العمومي غير متوفر في بعض الولايات بشكل عادي و متوفرة بكثافة في ولايات أخرى.

حيث أن المهاجر من أصول عربية لا يمكنه في الأول شراء سيارة لأن ليست لديه الأموال الكافية لذلك لديه فقط الأموال من أجل الأكل والشرب والسكن وقليل من المهاجرين من يصطحب معه ثمن السيارة لشرائها، لذلك يحبذ المهاجر الجديد الاستقرار أولا بأحد الولايات التي بها وسائل المواصلات العمومية.

حتى يتسنى له الوصول إلى العمل في وقت مضبوط وكذلك توفير بعض الوقت إلى حين جمع المال وشراء سيارته الخاصة من أجل توفير الوقت والمال في نفس الوقت.

ويتراوح سعر السيارة ابتداء من 1000 دولار إلى مالا نهاية والسيارة أمر سهل الحصول عليه لأنها في متناول الجميع، أما فيما يخص المواصلات نجدها بكثرة في مدينة نيويورك على سبيل المثال والتي تعتبر ك افضل ولاية للعيش في أمريكا.

 

أفضل ولاية للعيش

تحديد أفضل ولاية للعيش في أمريكا للمسلمين يعتمد على العديد من العوامل والاحتياجات الشخصية، فهناك عدة ولايات في الولايات المتحدة التي تشتهر بكونها مريحة و متسامحة تجاه المسلمين، ومع ذلك، يجب أن تأخذ في اعتبارك عدة عوامل أخرى مثل التعليم والرعاية الصحية والأمان الشخصي والمجتمع المحلي عند اختيار مكان الإقامة، وإليك بعض الولايات التي قد تعتبر جاذبة للمسلمين:

ميشيجان “ديربورن”

تحتل مدينة “ديربورن” في ولاية “ميشيجان” مكانة هامة للمسلمين، حيث يوجد بها مجتمع كبير من الأمريكيين المسلمين وعدة مساجد ومؤسسات إسلامية وتعتبر كأفضل ولاية في أمريكا للمسلمين.

تكساس “هيوستن”

تعد “هيوستن” في ولاية تكساس كثاني افضل ولاية في امريكا للمهاجرين الجدد المسلمين كواحدة من المدن المتسامحة والمتنوعة، وتحتوي على مجتمع مسلم نشط ومتنوع.

كاليفورنيا “إيرفين”

 تحتل مدينة “إيرفين” في كاليفورنيا مكانة مهمة بين المسلمين، وتتميز بتوفر مرافق إسلامية وتنوع ثقافي.

كاليفورنيا “سان فرانسيسكو”

تعد “سان فرانسيسكو” ملاذا جيدا للمهاجرين الجدد إلى الولايات المتحدة، وتمتلك أعلى معدل للتخرج من المدارس الثانوية، ونظام نقل عام أكثر كفاءة و بأسعار معقولة، بالمقارنة مع “نيويورك” و “شيكاغو”، كما أن لديها برنامجا قويا لإثبات والحصول على الهوية و مكتبا للمشاركة المدنية وشؤون المهاجرين.

يعد متوسط تكلفة المعيشة في سان فرانسيسكو هو أعلى بنسبة 62.6٪ مقارنة بالمتوسط الوطني وفقا لمجلس البحوث المجتمعية والاقتصادية، وتعد التكلفة المعيشية النقطة السلبية الوحيدة بعد أن استوفت سان فرانسيسكو جميع معايير المسح تقريبا.

كاليفورنيا “سان خوسيه”

أشرفت مدينة “سان خوسيه” خلال السنوات القليلة الماضية على تنفيذ سلسلة من البرامج و الحملات المصممة لمساعدة المهاجرين سواء كانوا يقيمون بشكل قانوني أم لا.

ومن الجدير بالذكر أن مقاطعة “سانتا كلارا” في “سان خوسيه” تضم أكثر من 180 ألف مهاجر غير شرعي، و تعهد مسؤولو المقاطعات في وقت سابق من هذا العام بتقديم حوالي 1.5 مليون دولار للمساعدة القانونية للمهاجرين الذين يواجهون الترحيل و الذين لم يرتكبوا جرائم عنف خطيرة.

كاليفورنيا “لوس أنجلوس”

على الرغم من ارتفاع تكاليف المعيشة و نظام النقل العام المزدحم، فإن لوس انجلوس لها مكانة خاصة عند المهاجرين الذين يشكلون 38٪ من إجمالي سكان المدينة.

و سجلت “لوس أنجلوس” مستوى جديد في بعض المعايير مثل : الحد الأدنى للأجور 12 دولار وهو أعلى بكثير من المتوسط الوطني في الولايات المتحدة و كذلك نجاح برنامجها العالمي للمدارس التحضيرية.

إلينوي “شيكاغو”

تعتبر “شيكاغو” في ولاية “إلينوي” مركزا ثقافيا ودينيا للعديد من المجتمعات الدينية، بما في ذلك المسلمين.

“شيكاغو” تحصل على جميع النقاط مثل “نيويورك” سواء في الحد الأدنى المرتفع نسبيا للأجور، برنامج الحصول على الهوية أو السياسات العامة للمدارس، وعلى الرغم من أن معدل التخرج من المدرسة الثانوية أقل من “نيويورك” فإن “شيكاغو” لديها متوسط معيشة أقل تكلفة بالمقارنة بـ”نيويورك”.

كما تتمتع المدينة أيضا بسمعة جيدة في الترحيب بالمهاجرين حيث تم إطلاق حملة و خدمة عامة ترحب بالوافدين الجدد إلى المدينة وتوجههم إلى الموارد التي يحتاجونها مثل المساعدة القانونية و الرعاية الصحية و معلومات المواطنة.

فيرجينيا

تتمتع ولاية فرجينيا بسمعة جيدة للتسامح والتنوع الثقافي، وتحتوي على مساجد ومنظمات إسلامية نشطة.

نيويورك

على الرغم من أن نيويورك تعرف بارتفاع متوسط تكلفة المعيشة ونظام النقل العام المتداعي، إلا أنها تسجل أرقاما جيدة في التسهيلات الممنوحة للمهاجرين و ذلك بفضل بعض البرامج الجديدة.

كما تستضيف “نيويورك” أحسن برنامج يساعد المهاجرين في الحصول على الهوية في أمريكا وتقدم المدينة كذلك سياسات شاملة في مجال التعليم واللغات، كما تحد من التعاون مع إدارة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك.

العاصمة واشنطن

عاصمة الولايات المتحدة هي بالفعل وجهة شعبية للمهاجرين حيث أن 1/7 من سكانها من مواليد أجانب، و كثير من هؤلاء المهاجرين أصبحوا منذ ذلك الحين مواطنين عن طريق التجنس و اندمجوا في جميع مجالات الحياة.

ميريلاند “بالتيمور”

في السنوات الأخيرة سعت مدينة “بالتيمور” للتعزيز من برامج الدعم لتصبح أكثر جاذبية للمهاجرين، وحددت العمدة السابقة “ستيفاني رولينجز بليك” هدفا يتمثل في زيادة عدد سكان المدينة بحوالي 10000 أسرة على مدى العقد المقبل مع التركيز في المقام الأول على المهاجرين.

كما نفذت المدينة سياسة تحظر على الشرطة و مسؤولي إنفاذ القانون الآخرين مطالبة السكان بوضعهم القانوني كمهاجرين.

واشنطن “سياتل”

تصنف “سياتل” مثل “لوس أنجلوس” من حيث النسبة العالية التي تمتلكها من المهاجرين: حيث تقدر نسبة المولودين في الخارج بما يقارب خمس سكان المدينة.

واحدة من الخدمات الأكثر فائدة التي توفرها مدينة “سياتل” للمهاجرين هي برنامج “Ready to Work” على مستوى المدينة، والذي يساعد على بناء مهارات الاستعداد للعمل.

و قد وصفت وزارة العمل هذا البرنامج بأنه “أفضل نموذج بشأن كيفية الاستفادة من تمويل القوى العاملة لدعم إدماج المهاجرين في ميدان العمل”.

ماساتشوستس “بوسطن”

تعتبر مدينة “بوسطن” منذ وقت طويل ملاذا للمهاجرين و يرجع هذا الى أوائل القرن العشرين عندما كانت المدينة واحدة من أكثر موانئ الدخول ازدحاما للأجانب.

و في الوقت الحاضر حافظت بوسطن على ترحيبها بالقادمين الجدد من خلال تقديم مجموعة كبيرة من الخدمات العامة مثل نظام المدارس العامة الملائم و نظام النقل بأسعار معقولة، فضلا عن الحد الأدنى للأجور والذي يبلغ 11 دولار.

ويسكونسن “ميلووكي”

القدرة على تحمل تكاليف المعيشة في مدينة “ميلووكي”، إحدى السمات الأكثر جاذبية للوافدين الجدد، حيث أن متوسط تكلفة المعيشة يقل كثيرا عن المتوسط الوطني.

و تعتبر المدينة أيضا واحدة من عدد قليل من المدن في الولايات المتحدة التي تقوم بتقديم برنامج الحصول على الهوية، الذي يوفر ويتيح للمهاجرين الوصول إلى خدمات معينة بغض النظر عن وضعهم القانوني.

وكما هو الحال في المدن الأخرى المدرجة في القائمة، فإن “ميلووكي”، لديها سياسة تحد من التعاون مع سلطات إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، وترفض كذلك طلبات الوكالة غير الملزمة قانونا باحتجاز المهاجرين المشتبه بهم غير المصرح لهم في بعض الحالات.

Back to list

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *