تمهيد
مالطا، تلك الجزيرة الصغيرة الواقعة في قلب البحر الأبيض المتوسط، تعتبر وجهة ساحرة للسياح بفضل تاريخها العريق، وثقافتها الغنية، وجمالها الطبيعي الذي يخطف الأنظار، تقدم هذه الدولة مزيجا فريدا من التراث الأوروبي مع لمسات عربية وأفريقية، مما جعلها مقصدا للكثيرين من محبي السفر.
في هذه المدونة، سنتعرف على تاريخ وثقافة مالطا، أشهر أطعمتها، أفضل أوقات السنة لزيارتها، وأهم المناطق السياحية التي لا بد من زيارتها.
تاريخ وثقافة مالطا
تتمتع مالطا بتاريخ طويل يعود إلى أكثر من 7000 عام، وكانت موطنا لحضارات مختلفة مثل الفينيقيين والرومان والعرب والنورمان والفرنسيين والبريطانيين، حصلت مالطا على استقلالها من بريطانيا عام 1964، وأصبحت اليوم عضوا في الاتحاد الأوروبي، تأثرت ثقافة مالطا بالعديد من الحضارات التي مرت عليها، وهو ما يظهر بوضوح في لغتها، وعاداتها، وتقاليدها.
يتحدث المالطيون بلغتين رسميتين هما المالطية والإنجليزية.
اللغة المالطية، لغة سامية تحتوي على العديد من الكلمات ذات الأصول العربية، وهي اللغة الأكثر انتشارا بين سكان الجزيرة، على الرغم من أن الإنجليزية تُستخدم على نطاق واسع، إلا أن المالطية تبقى رمزا للهوية الثقافية المالطية، ويحرص المالطيون على تعليمها لأبنائهم.
إضافة إلى اللغة، يتجلى تأثير الحضارات المختلفة على الثقافة المالطية في الموسيقى، والرقصات التقليدية، والفنون، وحتى الأعياد والمناسبات الدينية.
الأعياد الدينية جزء هام من حياة المالطيين، وأشهرها عيد القديسين (Festas) الذي يُحتفل به في مختلف القرى والمدن، حيث تُقام المسيرات والعروض النارية في جو مفعم بالحيوية والبهجة.
الأطعمة التقليدية في مالطا
الأطعمة المالطية تعكس الثقافة المتنوعة والمتأثرة بالمطبخ الإيطالي والعربي والمتوسطي، وتتميز بكونها تعتمد على المكونات الطازجة والنكهات القوية، من بين الأطباق الشهيرة:
-
باستيزي (Pastizzi): هو وجبة خفيفة تقليدية تُشبه المعجنات المخبوزة والمحشوة إما بالجبن أو البازلاء، وتعد من أشهر الأكلات السريعة في مالطا.
-
ستوفيناتو (Stuffat tal-fenek): يعتبر الأرنب المحمر الطبق الوطني لمالطا، ويُطهى ببطء مع صلصة الطماطم والتوابل ليمنحه نكهة فريدة.
-
خبز المالطي (Ħobż biż-żejt): يُعتبر خبز المالطي التقليدي من أشهر الأطعمة الشعبية، حيث يُقدم مع الزيتون، والطماطم، والثوم، وزيت الزيتون، وهو مثالي كوجبة خفيفة خلال النهار.
-
أسماك السيف المحمرة: بفضل موقعها، تشتهر مالطا بأطباق السمك الطازجة، ويعد سمك السيف المحمر مع الزيتون والكابر والليمون من الأطباق اللذيذة التي تُعبر عن جمال الطهي المالطي.
-
كانولي (Cannoli): هذا الحلوى الإيطالية الأصل أصبحت جزءًا من الثقافة المالطية، وتأتي بقرمشة مميزة محشوة بالكريمة.
تعتبر الأطعمة المالطية مزيجا من النكهات التي تُرضي مختلف الأذواق، ولا شك أن تجربة الطعام التقليدي جزءٌ مهم من زيارة مالطا.
أفضل وقت لزيارة مالطا
بفضل موقعها الجنوبي في البحر الأبيض المتوسط، تتمتع مالطا بمناخ دافئ ومعتدل على مدار العام، لكن تبقى فصول معينة هي الأنسب للزيارة:
-
الربيع (مارس – مايو): يُعتبر الربيع أفضل وقت لزيارة مالطا، حيث تكون درجات الحرارة معتدلة ومناسبة للاستمتاع بالشواطئ وزيارة المواقع التاريخية دون الشعور بالحر الشديد.
-
الصيف (يونيو – أغسطس): إذا كنت من محبي الأنشطة المائية والشواطئ، فالصيف هو موسمك المثالي، ولكن كن على استعداد للطقس الحار والمزدحم بالسياح.
-
الخريف (سبتمبر – نوفمبر): يتميز الخريف بأجواء دافئة ولطيفة، كما تقل أعداد السياح مما يوفر تجربة هادئة لمحبي الاسترخاء.
-
الشتاء (ديسمبر – فبراير): على الرغم من أن الشتاء يعد موسمًا هادئًا، إلا أنه لا يزال مناسبا لزيارة المواقع الثقافية والمعالم السياحية، لكن الطقس قد يكون باردا بعض الشيء لزيارة الشواطئ.