تمهيد
تحتل الولايات المتحدة الأمريكية المركز الرابع عالميا من حيث المساحة، حيث تبلغ حوالي 9.8 مليون كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 340 مليون نسمة، مما يضعها في المركز الثالث على مستوى العالم من حيث عدد السكان.
أما عن أعداد العرب فيها فيصل إلى أكثر من 3.7 مليون شخص تقريبا حسبما أشارت إحصائيات المعهد العربي الأمريكي، 80% منهم حاصلون على الجنسية الأمريكية حيث ينحدر ما نسبته 62% منهم من بلاد الشام، 11% من مصر و27% من باقي الدول العربية، ويتركز تواجد التجمعات العربية في أمريكا في ولايات كاليفورنيا، ميتشيجان، ونيويورك.
كانت ولا زالت الولايات المتحدة تستقطب أعدادا هائلة من الطلاب من مختلف أنحاء العالم، وذلك بفضل ما تقدمه جامعاتها المرموقة المصنفة عالميا من برامج دراسية رفيعة الشأن، ومنح ممولة كليا وجزئيا لمختلف التخصصات، بالإضافة إلى عدد من المميزات الأخرى، هذا كله يدفعك دفعا للدراسة في أمريكا لأن.
1- مؤسسات أكاديمية على مستوى عالمي
تفخر الولايات المتحدة الأمريكية بما تضمه من جامعات يصل عددها إلى 4000 جامعة، منها 16 جامعة مصنفة ضمن المراكز العشرين الأولى على مستوى العالم، وتقدم هذه الجامعات والمؤسسات الأكاديمية مجموعة واسعة من البرامج والتخصصات، وتمنح كافة الدرجات العلمية والدرجات العلمية بدءا من البكالوريوس ووصولا إلى شهادات ما بعد الدكتوراه المعترف بها حول العالم.
2- المرونة الأكاديمية
يقدم نظام التعليم العالي في أمريكا خيارات مرنة للطلاب بما يتوافق مع احتياجاتهم واهتماماتهم، فعلى سبيل المثال، يستطيع طلاب البكالوريوس اختيار عدة مواد لدراستها في الجامعة قبل أن يقرروا الالتحاق بتخصص معين بعد نهاية سنتهم الجامعية الثانية، مما يمنحهم الوقت الكافي لاستكشاف اهتماماتهم وميولهم، لذا إن لم تكن قد توصلت بعد إلى قرار بشأن التخصص الذي ستدرسه في الجامعة فلا تقلق، يمكنك التقديم للالتحاق بأي جامعة في الولايات المتحدة وتحدد أنك لم تقرر بعد التخصص الذي تريده، أما في حال كنت تعلم تماما ما تريد أن تدرسه، فيمكنك أيضا أن تدرس مواد أخرى وتحصل على شهادة تخصص مزدوج “Double Major” في أربع سنوات فقط.
والأمر ذاته ينطبق في مرحلة الدراسات العليا، حيث يمكنك بناء خطتك الدراسية بما يتناسب مع أهدافك الأكاديمية. وإضافة ما تراه متوافقا مع اهتماماتك الدراسية.
3- فرص العمل
مما لا شكّ فيه أن الحصول على شهادة جامعية من الخارج سيفتح أمامك آفاقا مهنية واسعة، وتزداد الفرص في حال كانت الشهادة ممنوحة من إحدى الجامعات المرموقة على مستوى العالم، ونظرا لما تقدمه الجامعات الأمريكية من خيارات متعددة للدراسة، يستطيع خريجوها الاختيار من بين مجموعة واسعة من المسارات الوظيفية، ليس هذا وحسب، فالشركات العالمية تميل في معظم الأحيان لتوظيف أشخاص متمكنين وقادرين على تقديم منظور مختلف عن منتجات هذه الشركات.
4- فرص البحث والتدريب
تقدم الجامعات الأمريكية لطلاب الدراسات العليا الدوليين فرصا للبحث والتدريب، حيث يمكن للطالب أن يعمل تحت إشراف مدرسه كأستاذ مساعد، أو مساعد بحث، الأمر الذي يسهم في تغطية تكاليف الدراسة لهؤلاء الطلاب بالإضافة إلى توسيع نطاق معارفهم ومهاراتهم، وإتاحة الفرصة أمامهم للعمل في مجال الدراسة الذي اختاروه تحت إشراف أفضل الخبراء.
5- استخدام التكنولوجيا
تفخر الولايات المتحدة بتطورها التكنولوجي، وقد حرصت على أن تكون جميع أطياف قطاع التعليم مجهزة بأحدث التقنيات، الأمر الذي يجعل الحياة الجامعية للطلاب أكثر بساطة ويسهل وصولهم إلى المعلومة، ونظرا لما تلعبه التكنولوجيا من دور محوري في البحث والتطوير، فقد عملت مختلف الجامعات الأمريكية على ألا تتأخر أبدا عندما يتعلق الأمر بالنهوض بمرافقها وطلابها، من خلال إدخال أساليب تعليمية جديدة، ومهارات تواكب أحدث التطورات.
6- الثقافة الأمريكية والحياة الجامعية
غالبا ما يتم وصف المجتمع الأمريكي على أنه مثال حي للحرية، المرح واقتناص الفرص، وهو وصف صحيح تماما. بمجرد أن تتخذ القرار بالدراسة في إحدى الجامعات الأمريكية، ستشعر بالحماس والحرية تتدفق في داخلك، وفي اللحظة التي تضع فيها قدمك على أرض الولايات المتحدة، ستتشرب الثقافة الأمريكية بجميع أطيافها وألوانها، التي ستتيح لك العديد من الفرص للتعرف على مختلف الثقافات، ومشاركة ثقافتك مع أصدقائك من مختلف أقطار العالم.
الحياة الجامعية في أمريكا ليست مجرد تدريس وتلقين، بل هي امتداد لشخصّيتك، حيث ستعثر على العديد من الوسائل لبناء صداقات جديدة والاستمتاع بحياتك، يمكنك أن تنخرط في دورات الشعر لتطلق العنان لإبداعك، أو تنضم إلى نادي الرقص، يمكنك أن تصبح كاتبا في مجلة الجامعة أو لاعبا محترفا في أحد الفرق الرياضية
الخيارات أمامك واسعة لا تعد ولا تحصى، فاختر منها ما يناسب اهتماماتك ويدخل السعادة إلى قلبك.
7- الدعم المقدم للطلاب المغتربين
يواجه الطلاب المغتربين عادة صعوبة في الاعتياد على الحياة الجديدة في الخارج، إلا أن مختلف الجامعات الأمريكية تضمن تسهيل الأمور على هؤلاء الطلاب، حيث تقدم أغلبها جميع أشكال التوجيه والدعم للطلاب الدوليين الجدد فيما يتعلق بإجراءات التأشيرة والإقامات والسكن، بل وحتى فرص العمل لتغطية تكاليف الدراسة.
خطوات الدراسة في أمريكا
سواءً كنت تخطط للالتحاق ببرنامج قصير الأمد، أو برنامج دراسي كامل (بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه) في أمريكا، عليك دائما التخطيط جيدا لهذه المرحلة المهمة من حياتك، وذلك حتى تضمن أعظم استفادة من تجربة الدراسة في الخارج وتحقق الأهداف التي ترجوها منها.
فيما يلي 5 خطوات مهمة ننصحك باتباعها عند اتخاذ قرار الدراسة في امريكا:
الخطوة الأولى: ابحث واستكشف الخيارات المتاحة أمامك
الخطوة الأولى للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية تتمثل في البحث والتعرف على الخيارات المتاحة لك، لكي تعثر على الكلية أو الجامعة التي تناسب احتياجاتك، لا تحاول أن توافق مهاراتك مع جامعة معينة، وبدلا من ذلك ابحث عن الجامعة التي تتوافق مع مهاراتك، وأولوياتك على المدى البعيد.
احرص على البدء باستكشاف خياراتك قبل سنة أو سنة ونصف من موعد بدء الدراسة المتوقع، وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة البسيطة التالية:
لماذا ترغب بالدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية؟
أي الولايات الأمريكية تفضل الدراسة فيها؟
ما هي الجامعات أو الكليات التي تعتقد أنها ستلبي احتياجاتك الأكاديمية؟
هل ستحتاج إلى مساعدة مالية (منح، تخفيضات على الرسوم…الخ)؟
ما هي مواعيد التقديم للجامعات والمنح الدراسية؟
ملاحظة:
احرص على تقديم اختبارات الكفاءة وأي اختبارات أخرى قد تحتاجها عند التقديم للدراسة في أمريكا في وقت مبكر، حتى لا تضيع عليك فرصة التقديم لبعض الجامعات التي تستلزم مثل هذه الوثائق.
الخطوة الثانية: تمويل الدراسة
تختلف تكاليف الدراسة في أمريكا باختلاف المناطق والولايات، من خلال البحث والتخطيط الجيدين، يمكنك أن تحقق حلمك بالدراسة في الولايات المتحدة وبتكاليف معقولة.
ابدأ بالتخطيط المالي في أبكر وقت ممكن، قيم التزاماتك المالية وحدد ما إذا كانت الجامعة والتخصص اللذان اخترتهما يتوافقان مع إمكانياتك وميزانيتك.
التقديم على المنح الدراسية وفرص التمويل
تقدم جامعات أمريكا طيفا واسعا من البرامج الدراسية بتكاليف متفاوتة، وكذلك فرصا تمويلية متنوعة، كما تقدم العديد من المؤسسات والمنظمات المهتمة بقضايا التعليم منحا دراسية للطلاب الدوليين الراغبين في الدراسة في الولايات المتحدة.
مهمتك إذن هي البحث عن هذه الفرص والتقديم عليها، لأنها ستخفف عنك الكثير من التكاليف، وتساعدك على التركيز على دراستك بدلا من الانشغال بالتفكير في كيفية تدبير أمورك المالية.
من الجدير بالذكر أن هذه الفرص التمويلية لا تقتصر فقط على المنح الدراسية، فقد تكون عبارة أيضا عن منح مالية أو مساعدات لتغطية تكاليف السكن أو السفر، أو تخفيضات على الكتب الدراسية…الخ
ملاحظة:
الولايات المتحدة الأمريكية كبيرة المساحة، وتختلف فيها تكاليف من مكان لآخر، لذا، ستتأثر تكاليف دراستك حسب المكان الذي تختاره للعيش هناك، وعادة ما تكون أقل في المناطق الواقعة جنوب البلاد أو الوسط الغربي، يمكنك أن تستغل هذا الأمر لصالحك عند اختيار الجامعة التي تود الالتحاق بها.
الخطوة الثالثة: تقديم الطلبات
حسنًا، لقد أجريت البحث اللازم وقمت بتقييم الخيارات المتاحة أمامك، ودراسة سبل تمويل دراستك… حان الوقت الآن لتقديم طلبك!
من الجدير بالذكر أن التقديم للدراسة في الجامعات الأمريكية يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، نظرا لأن كل جامعة لها شروطها الخاصة، ولأنك ستحتاج إلى وقت كاف للحصول على خطابات التوصية، كتابة المقالات وكذلك تسليم شهادات اختبارات الكفاءة، لذا ننصحك بتخصيص الوقت الكافي للقيام بهذه الأمور.
فيما يلي بعضا من أهم متطلبات التقديم العامة في الجامعات الأمريكية:
1- متطلبات القبول للبكالوريوس
تشمل شروط التقديم العامة لدراسة البكالوريوس في الجامعات الأمريكية ما يلي:
السجل الأكاديمي.
درجات الاختبارات الموحدة.
درجات اختبارات الـ SAT أو الـ ACT.
نتائج اختبارات الكفاءة في اللغة الإنجليزية (توفل، آيلتس، iTEP أو PTE الأكاديمي).
مقالة.
خطابات توصية.
نسخة من جواز سفر ساري المفعول.
2- متطلبات القبول للدراسات العليا
تتشابه متطلبات القبول في الجامعات الأمريكية للدراسات العليا مع درجة البكالوريوس، مع بعض الاختلافات البسيطة. ويمكن تلخيص هذه المتطلبات فيما يلي:
نتائج الاختبارات.
درجات اختبارات الـ GRE أو الـ GMAT
نتائج اختبارات الكفاءة في اللغة الإنجليزية (توفل، آيلتس، iTEP أو PTE الأكاديمي).
خطاب النوايا (رسالة الدافع).
مقترح البحث.
توصيات من الأساتذة الجامعيين السابقين.
نسخة من جواز سفر ساري المفعول.
الخطوة الرابعة: التقديم للحصول على تأشيرة الطالب Student Visa
إذن فقد حصلت على القبول من الجامعة التي تقدمت إليها، وعليك البدء باستعدادات السفر التي ستبدؤها حتما بتقديم طلب الحصول على التأشيرة.
كما هو الحال مع جميع دول العالم، هنالك عدة أنواع للتأشيرات في أمريكا، أما تلك المخصصة للطلاب فهي واحدة من ثلاثة:
تأشيرة F-1
تأشيرة J-1
تأشيرة M-1
الخطوة الخامسة: الاستعداد للسفر
إذن فقد حصلت على تأشيرتك، وحان الوقت للسفر! هنيئا لك…
الانتقال إلى الولايات المتحدة للدراسة قد يكون مربكا للبعض، لكن مع بعض التخطيط الجيد، ستجد أن هذه النقلة الكبيرة أصبحت أقل صعوبة وإرباكا.
إليك بعض النصائح المهمة خلال هذه المرحلة:
اكتب قائمة بأهم مستلزمات السفر، وابدأ بشراء ما تحتاجه منها قبل فترة من موعد السفر المقرر.
تقدم الجامعات الأمريكية عادة جلسات توجيهية للطلاب المستجدين قبل وصولهم إلى أمريكا، فاحرص على حضور هذه الجلسات التي يتم عقدها عبر الإنترنت أو بشكل وجاهي.
تصفح الموقع الرسمي لجامعتك، واطلع على أي معلومات إضافية مفيدة لك مثل: التأمينات، السكن، درجة الحرارة خلال العام…الخ.
اقض بعض الوقت مع عائلتك وأصدقائك المقربين قبل السفر.
نستطيع الآن القول بأنك جاهز تماما للدراسة في أمريكا، فقد تعرفت على أهم الأسباب التي قد تدفعك لاختيار الولايات المتحدة كوجهة دراسية، واطلعت على الخطوات الرئيسية التي عليك اتباعها للسفر إلى هناك من أجل الدراسة.